منذ عامين، غطت سماءنا غمامة حزن، أذهبت صفاء نفوسنا، وأخفتت نور السرور فيها.
منذ عامين، أفراحنا نازحة، مثقلة الكاهل، دامية القدمين، تسير بين حل وترحيل.
منذ عامين، نمشي حفاة على أرضنا، فتسقط أحقادهم بغتة بيننا، لتحلق أرواحنا.
منذ عامين، كل عواصف الجوع، والفقد، والأسى لم تزحزحنا عن سلوك طريق النصر، بل صقلت معادننا وأظهرت مكارم أخلاقنا، وسمو نفوسنا.
منذ عامين، بدأ فصل دامٍ من تاريخنا، بعد أن نسي العالم قضيتنا، نحن الذين صبحنا العدو يوم سبتٍ، ودسنا بالأقدام ردعه وهيبته، وركّعنا قوته، وأسرنا كرامته. أيها العالم هل تذكرتنا؟!.
منذ عامين، يختبئ الغزاة في فولاذهم، فنخرج لهم من ركام المباني، فنحيله قِطراً من شواظنا.
منذ عامين، لنا أمة عاجزة، تشيح بوجهها عن مأساتنا، قادتها يوالون عدونا المهزوم، ويتمنون استسلامنا.
منذ عامين، عدونا فتحت له أبواب الدعم العسكري، واللوجستي، شرقا وغربا، فهزمنا العدو والعالم من خلفه.
منذ عامين، نقصف، ونقتل، ونهجر، ونجوّع…
منذ عامين… انتصرنا.